قادر تعقد ندوة حول دور منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في الدفاع عن الحقوق
عقدت مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية في بيت لحم بتاريخ 7/3/2013 ندوة بعنوان "دور منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في الدفاع عن الحقوق"بحضور عدد من ممثلي الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم وممثلين عن الوزارات الحكومية ذات الصلة وبعض ممثلي المجالس المحلية والمؤسسات العاملة في هذا المجال وكذلك بعض الإعلاميين والمهتمين.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات حول مناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في إطار العمل التحضيري الذي تقوم به مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية لتطوير وثيقتها المرجعية في مجال المناصرة والتي تهدف إلى مأسسة ومهننة هذا العمل في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تطوير خطة عمل المؤسسة في هذا المجال، والعمل على تشكيل لجنة من المعنيين للتحضير لمؤتمر وطني في وقت لاحق هذا العام تحت عنوان مناصرة قضايا الإعاقة في فلسطين.
وقد افتتح اللقاء التداولي بكلمة ترحيب من عدنان رمضان أوضح فيها أهمية التحليل العميق للمشكلات والتحديات وبناء خطط تدخل جماعية تحدث تحولات محددة وتراكمية وثابتة وتستند إلى التكامل بين الإطراف والفعاليات بدلا من التشتت، كما استعرض بعض التوصيات الصادرة عن الندوة السابقة في سياق مراجعة القوانين والسياسات وطرح مجموعة من التساؤلات المتعلقة بواقع دور منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
بعد ذلك قدم عوض عبيات ممثل الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في بيت لحم مداخلة حول منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث التمثيل والبنية ودورها في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحا أن الاتحاد يمثل مصالح الأفراد مدعوما بقوة العضوية الفردية وان الدور الأساسي لهذه المنظمات هو الدور المرتبط بتفعيل القانون مسترشدا ببعض التجارب الدولية في هذا المجال ومؤكدا على أهمية تعزيز البنية وتقويتها ورفع قدرتها على التخطيط والحشد وجلب الموارد في التعامل مع القضايا الملحة، كما تعرض للانجازات واهم نقاط قوة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة وكذلك إلى نقاط ضعفها والتحديات التي تواجهها.
ثم تلا ذلك المداخلة التي قدمتها ريم الظاهر منسقة شبكة أصوات لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات العقلية موضحة أن نشأة الجمعية كانت نتاج الحاجة إلى مخاطبة قضايا ذوي الإعاقة الذهنية وتحولها إلى حركة اجتماعية في حراك منظم نحو تمكين هذه الفئة وبلورة دور حاسم في القرارات المتعلقة بهم، كما أوضحت الانجازات التي تمثلت بكسر الصمت الذي كان سيد الموقف وإسماع صوت هذه الفئة وخاصة عبر وسائل الإعلام ووسائل أخرى للتأثير في التوجهات الحكومية حول الإعاقة الذهنية.
وبعد ذلك تحدثت أسماء دعيس عن تجربتها كأم فلسطينية لابن يعاني من مشكلة التوحد وحالة الضياع التي وجدت نفسها فيها والتي لم تعرف لمن تتوجه في بادئ الأمر، ولكن عبر مساعدة جمعية أصوات تمكنت من مشاركة خبرتها واحتياجاته مع آخرين مروا في هذه التجربة مما مكنها من تدربي ابنها والتعرف على الحقوق، وأشارت إلى أنها لمست النقص في الخبراء على المستوى الوطني في بعض التخصصات وأوضحت أن أهم شيء هو أن انتظام الأهالي في جمعيات أشعرتهم بالثقة وبالقوة وان أي تغيير في واقع الأشخاص ذوي الإعاقة سيكون ضعيفا من دون شراكة جدية مع أهاليهم وأسرهم.
ثم تحدث رائد عميرة مدير الإغاثة والخدمات الاجتماعية في وكالة الغوث في بيت لحم عن واقع ودور الائتلافات والشبكات في مناصرة قضايا الإعاقة من حيث التمثيل والأنشطة واستراتيجيات و أولويات المناصرة في هذه الائتلافات، وتطرق إلى وجود خطط عمل جماعية لم تصل إلى المستوى المرجو منها وحاجة هذه الائتلافات والشبكات إلى التوسع والتطوير وتجاوز عقلية العمل الفردي، ومن حيث نقاط قوة وضعف هذه الشبكات والائتلافات مظهراً مشكلات لها علاقة بتغليب الأجندات الفردية على الأجندة العامة وغياب قاعدة المعلومات وازدواجية الخدمات في كثير من الأحيان ومظهرا أهمية العمل مع الإعلام وضرورة استمرار الجهود نحو تشكيل ائتلافات على المستوى الوطني وأهمية العمل الجماعي في تفعيل التشريعات الفلسطينية والاستثمار الأمثل للطاقات والخبرات وتفعيل أنظمة وبرامج الرقابة على جودة الخدمات وعلى رصد الانتهاكات.
بعد ذلك قُدمت مداخلات عديدة ركزت على مركزية ودور الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسساتهم وأسرهم خصوصا في أن يكونوا أصحاب قرار في الدوائر والمؤسسات التي تعمل في هذا القطاع ومعه، كما أكد الحضور على أهمية العمل مع الإعلام وضرورة تجاوز التعامل الإعلامي مع قضايا الإعاقة كتغطية أخبار لأنشطة وأحداث، وضرورة الانطلاق نحو بناء وعي إعلامي متحسس لقضايا الإعاقة وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وإعلام يرتقي بالوعي المجتمعي، كذلك أشار المشاركون إلى أزمة الثقة بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات العاملة في هذا المجال سواء كانت من القطاع الحكومي أو المنظمات غير الحكومية، وأهمية تجاوز هذا التحدي، كما تحدث المشاركون عن أهمية ترتيب الأولويات إلى جانب تقديم خدمات وإتاحة البرامج للجميع وليس للغالبية لان في ذلك استثناء للبعض.
يذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار مشروع "التمكين الاجتماعي والمساواة للأشخاص ذوي الإعاقة" المنفذ بالشراكة مع مؤسسة أيسبو الإيطالية بتمويل من التعاون الإيطالي.