ورشة تدريب مدربين لطواقم وزارة الصحة حول حماية الاطفال من العنف
اختتمت مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية بالشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية ورشة تدريب مدربين لمدة ثلاثة أيام حول حماية الأطفال من العنف في قطاع الصحة، شارك فيها مجموعة من طواقم وزارة الصحة من أطباء عائلة وأطفال وممرضين وأخصائيين اجتماعين ونفسين. وجاء تنظيم هذه الدورة في إطار التحضير لتطبيق نظام حماية الأطفال في وزارة الصحة – بروتوكول عمل الطواقم الطبية في التعامل حالات العنف والإساءة والإهمال للأطفال والأطفال ذوي الإعاقة، وذلك في إطار مشروع التنمية الشاملة في التعليم والصحة والحماية المنفذ من قبل مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية ومؤسسة التضامن من أجل الشعوب الإيطالية بالشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
وافتتح اللقاء د. عماد شحادة مدير مديرية صحة بيت لحم مرحبا بالمشاركين معبرا عن اهمية الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وخاصة في مواضيع تهتم بقضايا حماية الاطفال والفئات المهمشة. وقد اكد د. شحادة على أن العنف هو كابوس يهدد أمن اي منزل يتعرض له، وأن طواقم الصحة يتعرضون دائما لاستقبال حالات قد يظهر عليها حالات عنف ومن المهم جدا ان يكون هنالك نظاما موحدا يسهم في الحيلولة دون استمرار هذا العنف على اي فرد من افراد الاسرة وخاصة الاطفال.
ومن جهتها فقد أكدت السيدة لنا بندك مدير عام مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية على ان هذا التدريب هو جزء من الجهود التي تبذلها مؤسسة قادر ووزارة الصحة من اجل مأسسة موضوع الحماية في الدوائر والمؤسسات التابعة لوزارة الصحة وخلق ارضية صلبة وموحدة امام جميع العاملين في القطاع الصحي من اجل توحيد إجراءات العمل مع حالات العنف والإساءة والإهمال للأطفال التي يتم اكتشافها في مرافق وزارة الصحة.
وأكدت السيدة بندك أن التدريب هو خطوة أولى باتجاه مأسسة وتطبيق نظام حماية الأطفال في الوزارة حيث يهدف التدريب إلى تطوير قدرات فريق متخصص من كوادر وزارة الصحة واكسابهم مهارات لتعميم معارف تشخيص مؤشرات العنف والحماية وبناء نظم التوثيق والتدخل والتحويل المهني لحالات العنف ضد الأطفال
من جهته أشاد د. وليد الخطيب مدير دائرة الصحة المدرسية ومنسق الحماية والاعاقة في الوزارة بأهمية هذا التدريب المعمق في تناوله لقضايا هامة تسهم في زيادة وعي العاملين في دوائر الصحة المختلفة، والذين هم على تماس مباشر مع افراد المجتمع، وأشار إلى أن اهمية التدريب تنبع ايضا من كونه يساعد على توحيد المفاهيم والخبرات لدى العاملين في قطاع الصحة ويضع العاملين في الوزارة امام مسؤولية كبيرة اذا ما لم يتم التعامل مع قضايا العنف التي تصلهم بجدية ومهنية عالية، وانهم مساءلون امام القانون عن اي حالة عنف أو إساءة أو اهمال لم يتم التبليغ عنها.
وقد قامت المدربة يعاد غنادري - اخصائية نفسية عيادية – بتنفيذ التدريب وقدمت شرحا مفصلا حول قضايا العنف ضد الاطفال وكيفية رصد هذه الحالات وكيفية التعامل معها، وتعريف العنف والاساءة وأنواعها، بالاضافة إلى اثارة التساؤلات حول أهم الصعوبات التي تواجه العاملين في النظام الصحي والاطر القانونية والمهنية التي تنظم هذه المهنة وربطها في موضوع العنف ضد الاطفال مقارنة بالبالغين.
وقد تناول التدريب اهم الجوانب المهنية لإدارة الحالات التي يشتبه بتعرضها للعنف والاساءة وكيفية تشخيص العنف الواقع عليها، واهمية التدخل مع الضحية والاسرة وكيفية التعامل مع المعتدي ايضا من خلال التبليغ والتحويل بالاستناد إلى القانون والتشريع والصلاحيات الممنوحة لهم.
وفي نهاية التدريب تم تقييم مضامين الورشة والتأكيد على استكمال العمل مع طواقم الصحة من اجل رفد المهارات والخبرات وتعزيز توجهاتهم المهنية ضمن المحاور التي تم تغطيتها في التدريب، والتأكيد على توفير المساندة المطلوبة من المدربة ومن طاقم مؤسسة قادر خلال الفترة القادمة إلى ان يتم تعميم مضامين التدريب على باقي العاملين في الوزارة. ويذكر أن مؤسسة قادر ووزارة الصحة ستقومان بتنظيم ورشة تدريب مدربين أخرى لمجموعة ثانية من طواقم الوزارة في مديريات شمال الضفة الغربية في القريب العاجل